في الواقع هذا من إحدى
معجزات القرآن التاريخية (في مجال التاريخ). حيث أن الذين كانوا يحكمون مصر في
فترة سيدنا يوسف عليه السلام لم يكونوا من الفراعنة! قد تستغرب ولكن
هذا ثابت بالنص القرآني:
{وَقَالَ
الْمَلِكُ إِنِّي أَرَىٰ سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ
وَسَبْعَ سُنبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ ۖ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ
أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ} [يوسف : 43]
{وَقَالَ الْمَلِكُ
ائْتُونِي بِهِ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَىٰ رَبِّكَ
فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ ۚ إِنَّ
رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ} [يوسف : 50]
{وَقَالَ الْمَلِكُ
ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي ۖ فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ
الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ} [يوسف : 54]
في هذه الثلاث آيات
السابقة تلاحظ تكرار القرآن بذكره لصفة الملك لمن كان حاكما، وليس الفرعون أو
فرعون. بينما جاء ذكر فرعون في القرآن سبع وستين مرة كحاكم لمصر في عهد نبوة موسى
عليه السلام.
{كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ
مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ ۗ
وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [آل عمران : 11]
وهذا تدليل كبير من
القرآن على أن من حكم مصر على زمن يوسف عليه السلام لم يكونوا من الفراعنة.
وهذا ما أثبته التاريخ
بعد ذلك، وقد اختلفوا هل هم الهكسوس أم غيرهم.
وعلى ذلك فلو أسلم
الملك، فلم يكن المصريون ليتبعوه (في رأيي المتواضع) لأنه كان محتلا لبلادهم. بل
ظلوا متمسكين بعقيدة الفراعنة من قبله، والذين جاءوا أيضًا من بعده بعدما حرروا
مصر من الاحتلال الملَكي، حيث عادت مصر للفرعونية.
وهذا هو السبب في رأي البعض لاضطهاد الفرعون لليهود، لأنه كان
يعتبرهم أنهم كانوا أعوانًا للمحتل الذي كان مسيطرا على مصر من قبل.